كتبت: منى حافظ
التخلص من التوتر والقلق… قال الله -تعالى-: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١)﴾ – سورة المعارج.
وضحت الآية الكريمة أن الإنسان خلق بفطرة الخوف، وأنه لا محالة معرض لأي موقف يقوده إلى الخوف. إلا أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن لا نخاف سواه، وتطمئن قلوبنا بوجوده، ولكنه وعدنا في الآخرة كما ذكر في كتابه الكريم. قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (٤١)﴾ – سورة النازعات.
بالرغم من وجود كل شيء إلا أن الإنسان اليوم فاقد الرضا بنعمة وجود أي شيء، أصبح لا يتذوق سوى مرارة الأيام، وتناسى حلوها، وظلام الطرقات، وحيلة الأيدي.
امتلأت العقول بتخبط الأفكار المصابة بهشاشة في الإيمان، وحيرة في الأقوال، وتردد في الأفعال. قلوب اتسعت فيها الظلمات تائهة، وعلى البصيرة غير قادرة. أجساد غلقت على أرواحها أبواب الطمأنينة، فاقدة الراحة.
فهذه هي معاناة بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق والتوتر. والذين لديهم خوف مفرط وشديد ومستمر. لكن، بمثابة الجحيم الذي يفتح الباب للقلق والتوتر. نتيجة لذلك، نوبات متكررة من المشاعر المفاجأة والمزاجية التي تصل بهم إلى الهلع؛ لأن هذا يؤثر بالسلب. وذلك، لترك الأمر لوسوسة الشيطان يتحكم في أقواله وأفعاله. والاستجابة للطاقات السلبية الناتجة عن المواقف المتكررة والمزعجة.
رغم أن الله أكد لنا أن الخوف فطرة خلقنا بها، إلا أن علينا أن نتحكم فيه؛ لذلك، حتى لا تؤدي إلى القلق والتوتر المفرط. فيصبح خطرًا على الصحه النفسية والجسدية.
أسباب القلق والتوتر الواجب تجنبها:
الاضطرابات الجينية، ونشاط المخ الزائد، والوسواس القهري، والخوف من المستقبل، والاكتئاب، والضغط النفسي، والمشكلات داخل الأسرة. والعصبية المفرطة، التشاؤم، والانفصال، والشعور بالوحدة، والشعور بالخطر والذعر، وتراكم الضغط العصبي. وأيضا، الإجهاد الزائد، وأمراض القلب، وداء السكري، والغدة الدرقية، ومتلازمة القولون العصبي. وكذلك، سوء استخدام الأدوية والعقاقير، وشرب الكحوليات والمخدرات.
طرق التخلص من القلق والتوتر
١- جلب المشاعر الإيجابية إلى الحياة وتذكر المواقف التي تشعرك بالسعادة والراحة، والتركيز على الذكريات الجميلة.
٢- الاسترخاء الجسدي باستخدام تمارين اليوغا فهي تساعد على الاسترخاء على المدى الطويل.
٣- الاسترخاء العقلي بترك العقل يرتاح بإعادة توجيه أفكاره، والتخلص من التفكير الزائد.
٤- إسعاد النفس بعمل أشياء محببة، على سبيل المثال: القراءة السباحة، مقابلة الأصدقاء.
٥- وضع الثقة في القدرات الدفينة، ومحاولة إظهارها في الإبداع والابتكار.
ختام مقال القلق والتوتر
من الطبيعي أن كل شخص يواجه يومه بشكل مختلف عن الآخر، حسب المواقف اليومية التي يمر بها على مدار اليوم.
فهناك من يراها تمر مرار الكرام، وهناك من يرى أنها ثقيلة على النفس؛ نتيجة لذلك، يظهر الخلل والاضطرابات المصاحبة للأفكار المتكررة المبالغ فيها… التي تقوده إلى القلق والتوتر المزمن. ولا ننكر أيضا، أن الحياة امتلأت بالضغوطات التي تحتاج مزيد من الصبر الذي اتصف به الأنبياء والصالحين أهل الجنه الكرام. وعلينا أن نتأكد أن كل شيء آتى لا بد أن يذهب، ولكن لا داعي أن نحمل أنفسنا ما لا طاقة لنا بها. ويجب أيضا، أن نترك كل الأمور على الله الذي يتولانا. قال سبحانه وتعالى: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (٥١)﴾ – سورة التوبة.